“في كل خطوة، هناك حلم يتشكل، وفي كل لمسة، هناك قصة تُروى.”
هكذا بدأت حكاية مهدي عمري، الشاب المغربي السوسي الذي صنع المستحيل، فحوله من شوارع بلجيكا المليئة بالتحديات إلى أضواء الملاعب العالمية حيث يُرفع علم وطنه.
ولد مهدي في أحد الأحياء الشعبية ببلجيكا لعائلة مغربية سوسية مهاجرة. كانت كرة القدم شغفه منذ نعومة أظافره،
حيث صنع أولى لمساته على الكرة في الأزقة الضيقة التي كانت شاهدة على ميلاد موهبة فذة. بين جدران الحي، وبين أصدقاء الطفولة، تعلم مهدي أن الكرة ليست مجرد لعبة، بل هي وسيلة للتعبير عن الحلم والطموح.
رغم التحديات، لم تمنعه الظروف المادية الصعبة من التمسك بشغفه. كان يستيقظ باكرًا ليتمرن في الحدائق العامة،
أحيانًا بحذاء مهترئ، وأحيانًا حافي القدمين. لم تكن هناك موارد، ولكن كان هناك عزيمة تتحدى كل شيء.
في سن 12 عامًا، لاحظ كشافون موهبة مهدي، فانضم إلى أكاديمية صغيرة بأحد أندية الدرجة الثانية في بلجيكا.
ورغم البيئة التنافسية، تميز بسرعته الفائقة ومهاراته الفردية. لكن طريقه لم يكن سهلاً، إذ تعرض للكثير من الإحباطات بسبب التحيزات تجاه أصوله المغربية.
ومع ذلك، كان دائمًا يقول: “إذا لم يفتحوا لي الأبواب، سأصنع طريقي بنفسي.”
في سن 18 عامًا، جاءته الفرصة التي كانت بمثابة نقطة التحول. تلقى دعوة للانضمام إلى فريق مغربي ، حيث بدأ بإبراز قدراته أمام الجمهور المغربي. تلك اللحظة كانت البداية الحقيقية لمسيرته الدولية، حيث جذب أنظار المدربين في المنتخب الوطني.
اليوم، أصبح مهدي ليس فقط لاعب كرة قدم محترف، بل مصدر إلهام للشباب المغاربة والمهاجرين في كل مكان. قصته تذكرنا بأن الطموح لا حدود له، وأن كل تحدٍ يمكن تجاوزه إذا آمنت بنفسك وبقدراتك.
“قد تبدأ من الأزقة، لكنك قد تنتهي تحت الأضواء إذا كنت تؤمن بحلمك.”